رغم الجهود المكثفة للسلطات المغربية وتعزيز حضورها الميداني على الحدود من أجل توفير خروج آمن للمغاربة من أوكرانيا وسط استمرار العمليات العسكرية الروسية، ما يزال مئات من الطلبة المغاربة عالقين على بوابات العبور الحدودية بين أوكرانيا وباقي الدول المجاورة، حيث قاموا بتوجيه نداءات استغاثة للسلطات من أجل إنقاذهم من ويلات التعب والجوع والبرد القارس.
وقالت سفارة بولونيا في الرباط، أمس الاثنين، إنها بلادها استقبلت 300 مواطن مغربي فار من أوكرانيا، عبر حدودها.
وكانت سفارة المملكة المغربية في كييف، أعلنت في وقت سابق، تخصيص أرقام خضراء مجانية جديدة للتواصل مع مراكز الاتصال المخصصة لهذا الغرض في الدول المجاورة لأوكرانيا. كما أعلنت الخارجية المغربية عن وضع نقاط استقبال للمغاربة في الدول الحدودية مع أوكرانيا لتسهيل استقبالهم.
أنقذونا من البرد والجوع
اشتكى عدد من الطلبة المغاربة من عدم السماح لهم بعبور الحدود، بعد انتظار دام ساعات وأياما في طوابير طويلة أمام بوابات حدودية برية، مؤكدين أن العبور مسموح للأوكرانيين والأوروبيين، فيما بقي طلبة مغاربة معزولين جانبا، حيث يتم طلب الانتظار منهم كل مرة.
ورفض المشتكون طريقة التعامل العنصرية معهم، وفتح أبواب المعابر للأوكرانيين والأوروبيين دونهم. فيما وجَّه طالب مغربي كلامه للمسؤولين المغاربة قائلا: ” وجَّهتمونا بالوصول صوب المعابر الحدودية، قضينا أياما طويلة في الطريق ونال منا الجوع والعطش والتعب والخوف، وحين وصولنا لم نجد من يستقبلنا أو يفتح لنا الأبواب، نريد حلا عاجلا، نحس بالإنهاك، ومعنا شباب يعانون أمراضا مزمنة ويحتاجون حُقن الأنسولين وللعناية الطبية”.
و حسب جريدة ” القدس العربي” أن مجموعة من الطلبة ممن نال منهم الجوع والبرد عادوا أدراجهم إلى مدينة “زافادا” مشيا على الأقدام.
و قد أكد أحد الطلبة المغاربة معاناتهم من البرد القارس وأنهم واقفون منذ ليلتين تحت التساقطات الثلجية فيما انخفضت درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، “نعاني التعب والبرد القارس، ونوجه نداءات للسفارة المغربية التدخل لإنقاذنا” وفق تعبير طالب مغربي.
طالبة مغربية، أكدت بدورها أنها ومجموعة من زملائها قطعت أكثر من 900 كيلومترا حتى وصلت للحدود، وأضافت، ” منذ 4 أيام ونحن على الحدود، مواطنون آخرون يمرون فور وصولهم أما نحن فلا، أزيد من 24 ساعة سفر على الطريق، وحين وصولنا لم نجد مسؤولين مغاربة ليستقبلونا أو أحدا يسمح لنا بالعبور إلى الجهة الأخرى”.
تتمة في موقع القدس