نظمت القنصلية العامة بأوترخت بهولندا يوم الأحد 17 دجنبر 2023 لقاء تواصليا مع رؤساء الجمعيات الثقافية والدينية التابعة لدائرة نفوذها الترابي.
و قد عرف هذا اللقاء الأول من نوعه مع النسيج الجمعوي منذ استلام السيدة القنصل العام لمهامها على رأس هذا المركز القنصلي، حضورا وازنا للنسيج الجمعوي المغربي، ضم مجموعة من رؤساء ومسيري الجمعيات والمساجد وفعاليات المجتمع المدني، وبعض الأطر والكفاءات التي أتت من مختلف المدن والجهات التابعة للدائرة القنصلية.
وقد كان هذا الاجتماع الذي تميز بحضور السيد سفير المغرب بلاهاي محمد بصري، مناسبة لتقديم السيدة القنصل العام الجديدة والسيد قاضي التوثيق المعتمد بهولندا وأعضاء الطاقم القنصلي الجدد وإعطاء التوضيحات اللازمة حول أخر المستجدات التي تخص إصلاح وتجويد الخدمات القنصلية و الإدارية وكذلك الاستماع لانشغالات أفراد الجالية وتلقي آرائهم واقتراحاتهم والإجابة على تساؤلاتهم بخصوص مختلف القضايا التي تهم أفراد الجالية المغربية بالدائرة القنصلية.
وفي الكلمة التي ألقاها السيد السفير بهذه المناسبة، أكد أن تعيين السيدة بثينة الكردودي الكلالي كأول ديبلوماسية إمرأة على رأس القنصلية العامة للمملكة المغربية بأوترخت يعد بمثابة اهتمام وتكريم للمرأة المغربية المقيمة بهولندا، اعتبارا لما أسدته من خدمات جليلة للجالية المغربية مند هجرة الرعيل الأول أواخر ستينات القرن الماضي ، حيث ساهمت النساء المغربيات بشكل فعال في نجاح أبناء الجالية المغربية بهذا البلد سواء في حياتهم اليومية او مسارهم الدراسي.
كما صرح أن هذا اللقاء يندرج في إطار الجهود التي تبذلها الدولة المغربية الداعية إلى التواصل و الاستماع للجالية المغربية بالخارج والإنصات لانشغالاتها وانتظاراتها وللمشاكل التي تواجهها والعمل سويا، في إطار شراكة بين مصالح السفارة والقنصلية العامة والنسيج الجمعوي وعموم المواطنين، من أجل حلها بشكل يضمن تطبيق واحترام القانون ويصون كرامة المواطنين، مشيرا إلى أن مصالح السفارة والقنصلية وكذلك مكتب السيد القاضي هي دائما مفتوحة في وجه جميع المواطنين بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة وخلق جو من الثقة بين مؤسسات الدولة و المرتفقين.
كما لم يفت السيد السفير التأكيد على الدور الهام الذي تضطلع به الجمعيات المغربية في تأطير الأجيال الصاعدة سواء داخل الأندية الرياضية أو الجمعيات الثقافية والتربوية من أجل ربط الجسور بينهم و بين وطنهم الأصلي و ترسيخ الانتماء له وتعزيز شعورهم بالافتخار بجذورهم وبثقافة بلدهم وتاريخه و تأهيلهم للمساهمة بشكل يجعلهم مصدر فخر واعتزاز لأسرهم و لجاليتهم و لوطنهم.
ومن جهتها، قدمت القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي بهذه المناسبة عرضا مفصلا حول الإجراءات التي قامت بها القنصلية من أجل تحسين وتجويد الخدمات المقدمة لأفراد الجالية المغربية، وتقريب الإدارة من المواطنين وكذا أخر المستجدات المتعلقة بتبسيط المساطر وتسهيل الخدمات القنصلية. كما انتهزت السيدة القنصل العام هذه المناسبة للإشادة بالوجه المشرف لأعضاء الجالية المغربية بهولندا و بمن فيهم النساء المغربيات و باندماجهم السلس و تألقهم ونجاحهم الفعلي في قطاعات متنوعة لا سيما في المجال الرياضي، مشيرة إلى أن خير دليل على ذلك هو أن حصة الأسد من اللاعبين الدوليين الذين ساهموا في الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني في كأس العالم بقطر هم من أبناء الجالية المغربية المقيمة بهولندا الذين قدموا جهود جبارة من أجل رفع العلم الوطني عاليا وإسعاد الجماهير المغربية داخل الوطن وخارجه. كما استشهدت بتقرير لوزارة الاندماج الهولندية، الذي يشير إلى أن الجيلين الثاني والثالث للمغاربة مندمجون بشكل أفضل في المجتمع الهولندي مقارنة مع أقرانهم من أصل صيني أو تركي، وذلك راجع – حسب نفس التقرير- لانفتاحهم وتمكنهم من اللغة وأدائهم الجيد في مجال التعليم وسوق الشغل وكذلك احترام القانون داخل المجتمع الهولندي.
و كان هذا اللقاء فرصة للمشاركين لطرح تساؤلاتهم و التعبير عن آراءهم حول مختلف القضايا التي تشغل بال المغاربة خارج أرض الوطن و التي تمحورت بالأساس حول نظام حجز المواعيد وحماية المعطيات الشخصية و مشروع تعديل مدونة الأسرة ل2024 و حماية عقارات المغاربة المقيمين بالخارج و أهلية أئمة المساجد ودورهم في توعية الشباب المغربي بهولندا،و تكلفة نقل الجثامين إلى أرض الوطن و غيرها من المواضيع الهامة التي قدم بشأنها كل من السيد السفير و السيدة القنصل العام و السيد قاضي التوثيق أجوبة وشروحات مستفيضة.
وفي معرض تدخله بالمناسبة، أكد السيد محمد ديبة، رئيس فدرالية التجار و العمال المغاربة بهولندا على الدور التحسيسي الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات و المساجد لحث المواطنين على ضرورة استغلال فرصة فتح القنصلية العامة أبوابها أيام السبت و الأحد و العطل و تنظيم الخرجات القنصلية في إطار تقريب الإدارة من المواطنين لقضاء أغراضهم الإدارية و كذا العمل على إنجاز وثائقهم على مدار السنة عوض ترك ذلك إلى غاية العطلة الصيفية حيث تتكاثر الطلبات. كما دعا إلى ضرورة التعاون مع القنصلية بواسطة إشراك الشباب لشرح عملية الحصول على المواعيد و مساعدة الراغبين في ذلك خاصة من خاصة فئة كبار السن وذوي المستوى الدراسي المحدود.
مع ح.معيزي عن النهضة